ماذا أم لماذا

ماذا أم لماذا

على منصة do it معكم الخبير اياد حماد،

سوف احدثكم اليوم عن مسألة مهمة جدا قد تظهر بسيطة للغاية لكن وراءها الشيء الكثير والعظيم جدا، خاصة للناس المشتغلين بالقصة الإخبارية أو الفلم الوثائقي، وهي الفرق بين ماذا ولماذا؟ قد نتساءل هل معقول أن حرف واحد فقط نضيفه على كلمة ماذا +(ل) لتصير لماذا، يمكن أن يحدث كل هذا الفرق، الجواب نعم.
ماذا؟

دائما تحيل على أنك تروي دائما القصة من جانبك من منظورك/ ماذا يفعلون؟ لماذا يتزوجون في أدغال افريقيا زواج مبكر بعمر 13 سنة؟  ماذا؟ فيها نوع من الاستنكار ونوع من الاستعلاء فيها نوع من الحكم على الاخرين بناء على خبرتك ومعرفتك، فهذه الأمور فيها نوع من رفض الاخر.
لماذا؟

فيها استعلام، لماذا قد يكون فيها توبيخ، لماذا يفعلون ذلك؟ لكن بالسؤال انت فتحت مجال لتسمع جانب الاخرين ورأيهم في القصة والرواية، وهذا أقرب للوثائقي وللقصة الإخبارية. أن أحب أن أسمع منكم ولماذا تفعلون كذا وكذا …
لماذا؟ فيها نوع من نبذ الكراهية، فيها نوع من قبول الاخر، بمعني اني لست مستعليا عليكم وانما احب ان افهم منكم، فيها فهم عميق لما وراء ما يفعله الاخرون ولتفكيرهم.

على سبيل المثال : أعمار الأشخاص بأدغال افريقيا لا تتجاوز 30 و 35 سنة بسبب الملاريا والأمراض والمياه غير صحية … هذا ف 30 او 35 سنة يكون الشخص ميت، واذا تخيلنا انه تزوج بعمر 20 او 25 سنة، كيف سيرى أولاده وأولاد أولاده ويعطيهم ارثه وأفكار أخرى …، ويمكن أن نأخذ مثال المواعيد كذلك، فكثير من الأشخاص الذين يأتون من افريقيا المواعيد لا تعني شيئا بالنسبة لهم، لماذا؟ اذا طرحت هذا السؤال ستكتشف ان لديهم مشكلة في المواصلات ومشكلة في التنقلات والشوارع، فتأخره عن الموعد بساعتين بالنسبة له امر طبيعي جدا، لان هذا رهين بالظرف الذي يعيشون فيه، بينما لو سألت ماذا يفعلون؟، ستكون حكمت عليه بناء على شوارعي أنا ومواصلاتي أنا وظروفي أنا، لكن سؤال لماذا؟ يعطينا الجانب الاخر من القصة، ويعطينا عمق أكون في حاجة اليه في الفلم الوثائقي والقصة الإخبارية.

نهاية محاضرة ماذا أم لماذا

محاضرات ذات صلة:

كيف تكون مقدما ناجحاً في فعالية أو مؤتمر