تغريدات عميقة في توجيه الممثلين
تغريدات عميقة لتوجيه الممثلين
تغريدات عميقة في توجيه الممثلين :
(من الصفحة الشخصية للكاتب والمخرج رفقي عساف )
هناك نقطة يتم تعليمها للممثلين..
هي تثبيت نقطة النظر في نقطة واحدة.. ,وباتجاه الممثل المقابل لأن هذا يساعد على التركيز.. ويحسن التقاط الكاميرا للممثل.. شخصياً أنا أرى هذه النقطة مضرة بالممثل.. فكثير من الممثلين.. يكون في مشهد من المفترض أنه في مكان عام أو مكتظ.. وبؤبؤ عينيه مركز في نقطة واحدة بشكل صنمي.. مما يفقدني الإحساس بحقيقة المشهد أو الأداء.. سأورد مشهدين معروفين بعظمتهما في التعليقات كمثالين على الكيفية التي أراها مثلا للتعامل مع العيون في الأداء التمثيلي.. وكيف يجب أن يوحي الممثل بإحساسه العالي بالمكان والمحيط من خلال عينيه.. دون أن يخرج عن تركيزه وأدائه ودفقاته الشعورية في المشهد الذي يؤديه..

أنا مغرم بالممثلين المبدعين الذين يقضون حياتهم غير معنيين بحمى وفكرة الأدوار الرئيسية، قد يظهرون في مشهد أو اثنين أو عشرة بتفاوت قد يصل إلى البطل الثاني، فيسرقون العمل كله بكل بساطة وسحر، هؤلاء برأيي قامات تمثيلية خارقة لا تقل عن نجوم يتقاضون الملايين، أسماء كثيرة، بعضها رحل إلى رحمة الله مثل علي الشريف وفؤاد أحمد وأحمد راتب ونعيمة الصغير ويوسف عيد ويوسف داوود وغيرهم كثير جداً، وبعضهم لا زال يضيء شاشاتنا مثل محمود البزاوي ويوسف فوزي وسليمان عيد وانعام سالوسة وعارفة عبد الرسول وسلوى محمد علي ومحمد جمعة ومحمد دياب ومحمود الليثي وخالد كمال وغيرهم مع حفظ الألقاب ممن يستحقون الاحتفاء والتقدير، تحية للنجوم بدون هوس النجومية.. نجوم “التمثيل” بأسمى معانيه..

المخرج محمد خان
كثير من الممثلين حسبما رأيت وأرى.. تعلّم أنه حين يستلم النص الخاص به.. يقرأ النص ويفهمه طبعاً (المجتهد لا بد يفعل).. ثم يضع علامات على “حواراته” في النص ليحفظها ويحضر كيف سيؤديها بالتشاور مع المخرج.. هذه في نظري طريقة ناقصة.. الممثل عليه أن يحضّر كيف سيؤدي أثناء المشهد كله.. من بداية المشهد حتى نهايته حتى لو كان لا ينطق في هذا المشهد.. فالأداء التمثيلي لا يقتصر فقط على نطق الحوارات.. بل يجب أن يظل متماسكاً على طول المشهد.. فرد الفعل “الرياكشن” لأي جملة تقولها شخصية أخرى أو أي حدث في المشهد.. لا يقل أهمية عن جملة الحوار إن لم يكن أكثر أهمية في كثير من الأحيان.. كثير من الممثلين يقررون ردود أفعالهم بتوجيه من المخرج أو في يوم التصوير دون تحضير.. لأنهم قصروا تحضيرهم على جمل حواراتهم فقط.. والأصح هو تحضير المشهد كله ومعرفة الأداء الصحيح في كل لحظة من لحظات المشهد..

إذا لم يجد الممثل وسيط الانتقال من المسرح إلى الكاميرا..
فسيظل أداؤه أمام الكاميرا مسرحياً طوال حياته.. ولن يسعفه شكله ولا كاريزماه ولا صوته ولا أي مقومات مسرحية أخرى ليصبح قامة تمثيلية حقيقية.. فإلى جوار وجود مخرجي كاميرا حقيقيين يحبون الممثل ويفهمون فن التمثيل بشكل جيد ولا يركزون فقط مع الكاميرا.. فوسيط الانتقال هذا له وجه آخر هو الأهم.. الاجتهاد الحقيقي.. ومواصلة التدريب والتعلم والبحث مع كل دور وكل فرصة وحتى في الوقت ما بين الأدوار إن لم تتوفر.. بدون هذا الاجتهاد.. سيظل الممثل يقف أمام الكاميرا.. ويمثل لجمهور المسرح.. أو للعاملين في موقع التصوير.. وليس للناس خلف الشاشات..

هذه التغريدات تم تجميعها من منشورات عامة (من الصفحة الشخصية للكاتب والمخرج رفقي عساف )
الأستاذ رفقي عساف كاتب ومخرج للعديد من الأفلام ومدرب ومستشار في الهيئة الملكية لصناعة الأفلام في الأردن
نهاية مقالة تغريدات عميقة لتوجيه الممثلين.
مقالات ذات صلة:
تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (1)
تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (2)
نقد سينمائي مع الكاتب والمخرج رفقي عساف (2):
تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (3)
Tag:تغريدات, توجيه الممثلين, عميقة