الوصايا العشر للنقد السينمائي
الوصايا العشر للنقد السينمائي
قبل خمسة عشر سنة تقريباً نشرت عشر وصايا على كل ناقد أن يتحلى بها فهوجمت عليها وردح لي البعض من على الشرفات. لكنها ما زالت كما هي.

1 الناقد السينمائي هو من لديه معرفة تمتد طولاً وعرضاً وعمودياً في السينما تاريخاً وصناعة وإنتاجاً وذوقاً وفناً وتقنية وعلماً وإعلاماً وفكراً.

2 من لا يتوقّف عن مشاهدة الأفلام ولا عن قراءة التاريخ والنظريات والبحث في السينما كفن.

3 من لا يستعير من معلومات الحياة العامّة تمهيدات طويلة لموضوعه فيملأ مقالته النقدية بكلام عن الموضوع الذي يتطرّق إليه الفيلم وبقليل جداً عن الفيلم نفسه.
فإذا كان الفيلم يدور عن الكاتب ترومان كابوت، ملأ المقالة تمهيداً طويلاً عن الكاتب،
كما لو أن هذا أباح له بأسراره ولم ينقلها عن مرجع ما، بدلا من أن يخصصها للفيلم نفسه.
4 هو أيضاً من يشاهد كل الأفلام من دون شعور بأن هناك شيئاً أقل مستوى من ذوقه وفهمه وميوله. بذلك،
هو الشخص الذي يؤمن بأن الناقد مثل طبيب الأسنان، إما أن يفهم في الأسنان كلّها أو أنه لا يفهم في أي منها.

5 من يضع السياسة جانباً حين الحديث عن الفيلم الا في الحالات التي يتطرّق فيها الفيلم فعلاً إلى السياسة وحتى ذلك بشروط التناول الموضوعي وليس الشخصي.

6 من لديه هم نشر الثقافة السينمائية بين الناس.
7 من يكتب أساساً في السينما، والكتابات الأخرى، إن وُجدت، فهي جزء مساند في مهنته.

8 من يفهم في كل الأمور التي يتكوّن منها الفيلم فيستطيع تصوّر قدرات المخرج والسيناريست والممثل ويستطيع الحكم في تلك القدرات والحكم في قدرات باقي أصحاب العناصر الفنيّة.

9 من لا يستعين بالفذلكة اللغوية، كمفردات أو كأسلوب، لتغطية فراغ كلماته، ليقول (أنا ناقد مثقّف فانتبهوا).

10 الناقد هو الذي يلعب دور الوسيط بين المُشاهد، ومن ورائه الجمهور العريض،
وبين الفيلم ومن ورائه السينما بكاملها. وفي ممارسته لهذا الدور عليه أن يوفر لمشاهديه ما أمكنه من معلومات موثوقة.
هذا المقال مجمع من مقالات وبوستات على الصفحة الشخصية للناقد السينمائي والكاتب Mohammed Rouda
نهاية مقال الوصايا العشر للنقد السينمائي.