النهاية المفتوحة في كتابة السيناريو
النهاية المفتوحة لكتابة السيناريو
يميل البعض إلى نهايات الأفلام السعيدة، وشريحة كبيرة من الجمهور قد تصدمه النهاية الحزينة ويصفونها بـ «السوداوية»،
في حين تبقى النهاية المفتوحة لدى عشاق السينما غاية في الروعة لأنها تدعو إلى التفكير وإعمال العقل، ويدعو إليها صناع الأفلام في الأعمال ذات السلاسل لتكون عنصرا رئيسيا في الإقبال عليها مستقبلا، ولا يختلف أحد على أن أي من تلك النهايات لها تأثير كبير في رسالة الفيلم ومضمونه.

النهاية المفتوحة مشروطة قبل أن تكون مرغوبة

تابعت فيلماً روائياً يوم أمس وفيه يترك المخرج النهاية مفتوحة: رجلان في سيارة. أحدهما إسرائيلي مسلح بمسدس والآخر عربي وكل يتربص بالآخر…
هل سيخطف العربي مفك براغي ويطعن المستوطن به؟ وهل سينزل من السيارة ويتجنب مواجهة دموية؟ هل سيستل الإسرائيلي مسدسه بالسرعة اللازمة ويقتل العربي؟
هذا يبدو رائعاً كمشهد قائم بذاته، ولو أن تداعياته قبل ذلك صعبة التطبيق على النحو الوارد.
لكن للنهاية المفتوحة شرطاً رئيسياً يحدد ما إذا كانت مناسبة أو لا؟ هل يصح أن نحتكم إلى النهاية المفتوحة وقت نشاء؟ هل هي الحل إذا ما قررنا؟
الشرط الملزم لوضع نهاية مفتوحة ينبع مما سبق من أحداث. هي ليست قراراً منفصلاً عما سبقه بل يرتبط به.
في Shutter Island يختم المخرج مارتن سكورسيزي الفيلم بنهاية مفتوحة. لن نعرف إذا كان بطله يتوهم أو وقع في فخ من المحيطين به لإبقائه حبيس المكان. هذا كله سبقه إثارة ما يؤيد هذه الوجهة وتلك. حيناً يبدو كما لو كان متوهماً وغارقاً في ذكريات ربما حوّلته عن الواقع، وحيناً آخر يبدو كما لو أنه ضحية مؤامرة عليه. النهاية مثالية لأننا لن نعرف الحقيقة ولكنها ستكون مقبولة في كلا الحالتين.
في الفيلم الذي شاهدته، لا تنتمي النهاية إلى مبررات سابقة. بطل الفيلم عانى من السجن الإسرائيلي وعانى من بعده كذلك.
هذا مفهوم لكن المواجهة تجاوزت سريعاً تلك المعاناة وتكاد تكون نموذجية لأي فلسطيني ضد أي صهيوني (والإسرائيلي مُقدم على أنه صهيوني الأيديولوجية). بكلمات أخرى، لو كان الفلسطيني بائعاً جوالاً ومعادياً للإستيطان أو مشاركاً في الإحتجاجات وحدث ذلك معه لكانت ملاءمة أو عدم ملاءمة النهاية لما سبق هي ذتها مع الحكاية التي يوفرها هذا الفيلم عن بطله الفلسطيني.
الصدام المحتمل حدث بالصدفة ووقع وليد لحظته ما يزيد من تباعده عما سبق ما يجعل النهاية المفتوحة مفتوحة تبعاً لرغبة من دون تواصل مع ما حدث. مشهد إبن الساعة وليس النتاج الكامل للفيلم.
مثال جيد آخر على النهايات المفتوحة نجده في فيلم جون هيوستون Fat City

• ايهما اكثر حرفية في الافلام الروائية القصيرة ، طرح موضوع او قضية ما عن طريق الفيلم و الاكتفاء بطرحها دون تقديم حلول لها … ام طرح القضية و تقديم حل افتراضي او خيالي معها … لوضع امل ان هذه القضية يمكن معالجتها … ؟
يعتمد ذلك على الموضوع الذي تريد أن تكتبه. النهاية المفتوحة على احتمالات أو التي تضع تصوّراً أو حلاً للمشكلة أو الموضوع المطروح متصلان بالنص ذاته.
النهاية المفتوحة مناسبة في حالتين:
الأولى: إذا لم تكن تريد أن تلتزم باقتراح لحل أو بنهاية تفترض الحل.
الثانية: إذا لم تكن هناك خيارات أخرى بمعنى أن على الكاتب أن يجيب على سؤال وقت الكتابة وهو: لماذا لن يكون هناك حل مطروح.
لقد لاحظت من خلال مشاهداتي ومتابعاتي أن النهاية المفتوحة لا تبقى في البال كما تفعل النهاية المحددة.
هذا يعود إلى أن الرسالة التي في النهاية تبقى بلا توقيع. لكن في بعض الأحيان يستطيع المخرج منح الفيلم نهاية مفتوحة لكنها لا تُنسى. أحد أجمل النهايات هي لتلك التي صوّرها المخرج جون هيوستون لفيلمه Fat City.

هذا المقال مجمع من مقالات وبوستات على الصفحة الشخصية للناقد السينمائي والكاتب Mohammed Rouda
نهاية مقال النهاية المفتوحة لكتابة السيناريو.