تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (2)
تغريدات عميقة لكتابة السيناريو
تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (2):
(من الصفحة الشخصية للكاتب والمخرج رفقي عساف )

هل هناك في السينما أو الكتابة السينمائية شخصيات طيبة وشخصيات شريرة؟؟
قبل كل شيء تاريخ طويل من السينما والمشاهدات السينمائية سيقول “أجل.. طبعا”.. ولكن في رأيي وفيما أعلّمه فإن الإجابة الصحيحة هي حتماً “لا”.. هناك “شخصيات” فقط.. وهذه الشخصيات قد ترتكب “أفعالاً طيبة”.. و”أفعالاً شريرة (بمعنى مؤذية)”.. وذلك بحسب “الدوافع”.. وهذه الدوافع تنتج عن “مؤثرات” كثيرة قد تتعرض لها هذه الشخصيات..
وهذه المؤثرات قد تتجسد في جينات أو نشأة أو مواقف معينة.. ولو استعرضنا أبرز وأعظم ما كتب من شخصيات درامية.. لوجدنا بأن ميزتها كان الالتزام بهذه الرمادية.. وبقابلية الشخصية لارتكاب النوعين من الأفعال.. هل مايكل كورليوني شخص شرير؟ أم أنه شخص اعتاد أن يرتكب أفعالا طيبة.. ثم حصلت مؤثرات خلقت عنده دوافع لارتكاب أفعال مؤذية؟ وقس على ذلك في تعاملك مع أي شخصية تكتبها..



من أهم ما يجب أن يفهمه الكاتب السينمائي المبتديء برأيي..
أن الحدث في الفيلم لا يجري بشكل معيّن لأن الكاتب يريد ذلك.. بل لأنه.. وبعد رغبة الشخصيات (التي يجب أن تملك رأيها ورغباتها وقراراتها الذاتية) سيأتي دور المنطق.. وحَبك هذا المنطق كي يبدو مقنعاً وقابلاً للتصديق.. سأضرب مثالاً شديد الانتشار..
الشخصية الأساسية عميل سري أو ما شابه.. بحاجة للدخول إلى مبنى شديد الحراسة.. وأن يكون معه مسدس لتنفيذ عملية في الداخل.. والكاتب يريده أن ينجح في هذه العملية.. عند الكاتب الضعيف أو كما يحدث في الأعمال ركيكة الكتابة.. ستكون رغبة الكاتب كافية.. وسيدخل بطلنا بكل بساطة وبطريقة ساذجة إلى المبنى حاملاً مسدسه.. ربما بمصادفة إلهية تنقذ الموقف.. الكاتب الأقل كسلاً أو الأكثر معرفة بقليل.. سيبحث عن حل في فيلم قديم (كان محبوكاً في وقته قبل أن يتحول إلى كليشيه) ويأخذ منه طريقة الدخول المسدس.. (ربما مسدس خشبي لا يلتقطه جهاز كشف المعادن وباجة موظف في المبنى).. الكاتب الجيد.. سيظل جالساً أمام الموضوع ربما لأيام.. حتى يبتكر طريقة لم يشاهدها في فيلم سابق.. ويحبك من خلالها منطق دخول الرجل والمسدس.. أحيانا قد يكون هذا الحل إلكترونيا فيحتاج الكاتب للجوء إلى مصمم صناعي أو مهندس كمبيوتر.. مع تبرير كيفية إلمام البطل بهذه الجوانب..
وأحيانا يكون الحل نابعا من الذكاء الشخصي للعميل.. برأيي فالكاتب الذكي لن يسهل العملية على الشخصية.. على العكس هو سيحاول تأزيمها وتأزيمها وتأزيمها أكثر وأكثر لخلق أكبر قدر من التشويق.. ثم ابتكار أكثر الحلول إبداعاً وابتكاراً لحل ذلك التأزيم.. يبقى التنويه أن بعض الكتاب لا يرون مشكلة في أن تأتي الحلول من خلال الصدفة الإلهية.. وهذا مبحث آخر سبق وناقشته وسنعيد مناقشته قريباً..

نهفة :

بدي استغل هاي النهفة في نقطة عن كتابة الحوار السينمائي.. نصف الجملة هون مقحم.. بدها تدحش المعلومة انه خطيبها دكتور وبيجيبلها هدايا بأي شكل كمعلومة للمشاهد.. نموذج أفضل ع نفس الجملة الحوارية ممكن ينصاغ بالشكل التالي:
“صبايا بدي طريقة البسبوسة.. حابة اعملها لخطيبي
لأنه يا حرام دكتور وبيتعب كتير بشغله..
ودايما بيجيبلي هدايا وانا بدي اعمله شي بالمقابل”
هذه التغريدات تم تجميعها من منشورات عامة (من الصفحة الشخصية للكاتب والمخرج رفقي عساف )
الأستاذ رفقي عساف كاتب ومخرج للعديد من الأفلام ومدرب ومستشار في الهيئة الملكية لصناعة الأفلام في الأردن
نهاية مقال تغريدات عميقة لكتابة السيناريو.
مقالات ذات صلة:
تغريدات عميقة في كتابة السيناريو (3)
Tag:تغ, عميقة, كتابة السيناريو